أطفال المخيمات والحرب، لماذا يحملون الجزء الأكبر من المأساة؟

يعيش الأطفال في سوريا حياةً مختلفة عن أطفالِ باقي العالم، حيث فقدوا أبسط حقوقهم في العيش الآمن والحصول على تعليم جيد والعيش في بيئة صحية وآمنة، عانوا منذ الصغر من الحرمان فسُلب منهم مستقبلهم وفقدوا أحلامهم في وسط الأنقاض التي نجوا منها.

لم يكن الأطفال الناجون أفضل  حالاً في الشمال السوري، حيث لم يستطيعوا الحصول على حياةٍ كريمة تليق بهم، فما ما بين الجراح الجسدية والإعاقات التي حصلوا عليها لمدى الحياة وعمالة الأطفال لتأمين مستقبل العائلة تجعل مستقبل جيلٍ من الأطفال معلقٌ بخيطٍ رفيع.

كيف بجيل كامل لم يعرف إلى الآن سوى الحرب والمخيمات أنّ يكون إنساناً” بذكريات وأحلام”

 أرقام هائلة وأمراض متزايدة

منذ بدء الصراع ومعدلات سوء التغذية تشهد ارتفاعاً مرعباً بين الأطفال في عموم سوريا لتصل إلى ذروتها في العام الماضي 2022، هذه الأرقام الهائلة ارتفعت نتيجة تراجع الوضع الاقتصادي وغلاء الأسعار ونقص في المواد الغذائية الأساسية الضرورية لنمو الأطفال ويوجد العديد من العوائل لا تحصل على المواد والفيتامينات المطلوبة مما يسبب مشاكل صحية وعقلانية لدى الأطفال.

تنبأ الإحصائيات القادمة بكارثة إنسانية حقيقية، حيث أن ما بين عامي 2022 – 2023، سيحتاج نحو 5.5 ملايين شخص، بما في ذلك الأمهات والأطفال – الذين تتراوح أعمارهم بين 0-59 شهراً – إلى الحصول على مساعدة تغذوية مباشرة.

يشار إلى أن نصف الحالات يعيشون في شمال شرقي سوريا، وفقاً لما صرحت به منظمة save the children، بإرتفاع تجاوزت نسبته 150 في المئة خلال ستة أشهر فقط. بحسب تصريح سارة علي مسؤولة التغذية في المنظمة : ” نتعامل كل يوم مع عدد أكبر من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية مقارنة باليوم السابق، وهذا ما يهدد حياة الأطفال” وأشارت إلى أن معظم العائلات يعانون من الفقر وعدم قدرتهم على شراء الغذاء كسبب رئيسي خلف ازدياد في حالات سوء التغذية.

ونتيجة لانتشار حالات سوء التغذية بين الأطفال بدأت بعض الأمراض بالانتشار مثل حالات التقزم، إضافةً إلى الهزال علاوةً عن نقص الوزن والمغذيات الدقيقة وخطر اصابتهم بأمراض مستقبلية مثل السكري ومرض القلب.

تغييرٌ للواقع .. مبادرة الأطباء المستقلين حول الأمر

استجابت منظمة الأطباء  المستقلين لهذا الموضوع حيث أنشأت العيادات المتنقلة لتصل إلى الأمهات والأطفال في مختلف المخيمات واستطاعت دمج الخدمات بشكل مباشر عبر عيادات تخصصية لمعالجة سوء التغذية في مراكزها للصحة الأولية المنتشرة على مستوى الشمال السوري.

جميع المراكز تقدم خدماتها بدءاً من نظام الإحالة إلى المتابعة اليومية والشهرية للأطفال ما دون الخمس سنوات والأمهات المرضعات والحوامل عبر أخصائي التغذية فضلاً عن نشر رسائل التوعية بشأن الغذاء السليم والنظافة، وأيضاً تقديم المكملات الغذائية.

خلاصة القول، لا يُرى لهؤلاء الأطفال مستقبلاً في هذه المخيمات، في ظل الحرب واللا رعاية والظلم وانقطاع التعليم. رغم أنهم لا علاقة لهم بهذا الصراع، ولكنهم يحملون وطأته. كيف بجيل كامل لم يعرف إلى الآن سوى الحرب والمخيمات أنّ يكون إنساناً بذكريات وأحلام ؟