يُهدّد مرض الليشمانيا الجلدي آلاف الأشخاص في شمال سوريا، حيث هناك احتمال تفشّي المرض بشكل أكبر بسبب نقص الأدوية والوضع الإنساني في المخيمات التي تفتقد لمقومات النظافة والصرف الصحي وتراكم القمامة وقلة استخدام المبيدات الحشرية.

و” الليشمانيا “مرض جلدي ينشأ نتيجة لسعة حشرة صغيرة تسمى ذبابة الرمل، التي تلسع الإنسان من دون أن يشعر بها كونها لا تصدر صوتاً عند طيرانها، وهي تنقل طفيلي الليشمانيا عن طريق مصه من دم مصاب إلى شخص سليم فينتقل إليه المرض.

يحيى الخلف “6سنوات” مهجر من مدينة حلب يعيش من عائلته في مخيم باب النور شمال مدينة اعزاز بالقرب من الحدود السورية التركية، تعرض قبل عامين في مدينة حلب للدغة “ذبابة الرمل” في أسفل عينه اليسرى.

تعرضت عائلة “يحيى” كحال آلاف العائلات للتهجير مدينة حلب، واضطرت العائلة لتنقل عدة مرات حتى استقرت في مخيم باب النور، وخال هذه الفترة لم تتمكن العائلة من متابعة علاج “يحيى” بسبب عدم توفر العلاج وأحياناً بسبب عدم الاستقرار

تمكن فريق الصحة المجتمعية في منظمة الأطباء المستقلين وخلال إحدى جولاته المستمرة على المخيمات من اكتشاف حالة ” يحيى”.

تم إحالة الطفل ” يحيى” لمركز تابع لمنظمة الأطباء المستقلين يقدم العلاج “لليشمانيا “حيث كان في استقباله فريق الصحة والتغذية، حيث تم تسجيل الطفل وإعداد بطاقة من أجل متابعة العلاج

يحيى كان لديه شعور بالخوف من العلاج، تجاوز هذا الشعور من خلال دعم الأم وفريق الصحة من خلال تقديم الدعم النفسي الأولي له

أكد فريق الصحة على الأم والطفل ضرورة الالتزام بجلسات العلاج لضمان الشفاء التام، وبدأت رحلة العلاج للمركز حيث ثابر يحيى في حضور جلسات العلاج بشكل منتظم وكان يحلم بالشفاء والتخلص من الندبة التي تركتها حبة حلب ” الليشمانيا”.

بعد شهر من العلاج كانت الاستجابة ضعيفة للتعافي، وذلك بسبب تأخر يحيى بتلقي العلاج مبكراً، حيث قرر الطبيب المعالج تغير الخطة العلاجية.

بدء يحيى رحلة جديدة من العلاج والأمل لديه يكبر بالتخلص من هذه الندبة على وجهه ووصوله لمرحلة التعافي منها، خلال رحلة يحيى في العلاج كان فريق الصحة المجتمعية على متابعة يومية من خلال الزيارات لخيمة الطفل أو المتابعة ضمن المركز، حيث تم تقديم الارشادات ورسائل التوعية والتشجيع للطفل على الاستمرار في العلاج.

بعد رحلة 60 يوم من العلاج تماثل “يحيى ” للشفاء حيث أصبحت الحبة أصغر وأقل انتشاراً.

اﻟﻌﻄﺎء ﺳﻌﺎدة، ھﻨﺎك فرحة كبيرة عند اﻟﻮﺻﻮل للمحتاجين واﻟﺴﻌﻲ ﻟﻘﻀﺎء ﺣﻮاﺋﺠﮭﻢ

ﻻﺑﺪ أن ﻧﻜﻮن ﻣﻌﻜﻢ أﯾﻨﻤﺎ كنتم، ﻷﻧﻜﻢ   أھﻠﻨﺎ وﻧﺤﻦ ﻣﻨﻜﻢ