الكوليرا، الخطر القديم يعود مع نقص الإمدادات الطبية !
عقب إعلان منظمة الصحة العالمية باشتباه أكثر من 35 ألف حالة إصابة كوليرا وعشرات الوفيات بسببه، يجب زيادة الوعي بأعراضه وطرق الوقاية منه. حيث ينتشر بكثرة مرض الكوليرا في الأماكن الغير نقية، لذلك نرى أنه يظهر في البلاد التي تكثر فيها الحروب والأوبئة والمجاعات.
ما الذي يعنيه الكوليرا ؟
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فأن الكوليرا مرض بكتيري ينتقل عن طريق الماء الملوثة. يؤدي إلى إسهال مائي حاد وجفاف شديد يتسبب فيه البكتيريا الضمة الكوليرية، تظهر أعراضها عقب تناول طعام أو شرب مياه ملوثيين. تصيب الأشخاص الذي يعيشون في أماكن تعاني من شح في مياه الشرب أو تنعدم فيها حتى.
الكوليرا في سوريا
منذ شهر أيلول الماضي إلى الآن الوضع لا يزال في تفاقم في الداخل السوري، ويشهد تواجده بكثرة شمالي سوريا خصيصاً مدينة حلب. يعتبر تلوث المياه في نهر الفرات والنقص الحاد لها أهم العوامل لتفشيه بهذه السرعة في الداخل السوري، وانتشاره السريع أيضاً إلى لبنان حسب وزارة الصحة اللبنانية.
بين اليوم والآخر تُظهر الاحصائيات تضاعفاً في الإصابات، نقلاً عن منسقو الاستجابة: تفشي الأمراض المعدية كفيروس كورونا والكوليرا في المخيمات يمثل حلقة جديدة قد تكون الأخطر في سلسلة الظروف الصعبة التي يعانيها قاطني المخيمات منذ سنوات.
الأوبئة في سوريا لا تعرف الحدود
يأتي انتشار الأوبئة بهذه الكثرة في سوريا إلى أسباب متعددة، بعد 10 أعوام من الحرب تظهر النتائج حالياً، تقلص مصادر المياه المعقمة وعدم الاهتمام بالصرف الصحي ونظافة المياه. ينتج عنه هذا الانتشار الحاد لأوبئة انقرضت منذ عقود. نقص المياه يجبر العائلات دائماً إلى اللجوء لعادات سيئة من التغذية وآليات تنظيف سلبية، ففي هذه الحالات لا يزداد الوضع إلا سوءاً
الكوليرا، كيف عاد بعد عقود ؟
التفشي الحاد بهذه السرعة لمرض الكوليرا يدفع دائماً إلى العودة إلى أصل المشكلة، يعود من جديد بعد اختفاء يصل إلى 13 عام، ليتفشى بسرعة حادة خلال شهرين في جميع أرجاء سوريا للمرة الأولى منذ عام 2009.
تأكد بعض التحاليل تلوث مياه نهر الفرات بالكوليرا، حيث سقي الأراضي الزراعية منه يؤدي إلى تلوث المحصولات الزراعية بالكامل في حالة اعتماد أكثر من 5 ملايين شخص عليه في سوريا. فقر هذه الأسر إلى طرق الوقاية من هذا المرض تكون سبباً في زيادته.
كيف يتمّ الحد منه ؟
يعتبر الكوليرا من الأمراض التي تنتقل عن طريق الطعام والمياه الملوثة، تسبب في إسهال مائي حاد خلال الساعات الأولى من الإصابة. إذا لم يتم علاجه عن طريق إعطاء محاليل إمهاء فموية وفي الحالات الشديدة يلجأ إلى الحقن عن طريق الوريد من الممكن تسببه في الصدمة أو الوفاة. فمعظم حالات الوفاة تكون بسبب تأخر في طلب العلاج أو عدم توافر بالعدد المطلوب.
كما يقال درهم وقاية خير من قنطارعلاج، لذلك أهم طرق الوقاية منه هي استخدام ماء نظيف معبأ أو مغلي وتجنب الفواكه والخضروات غير المقشرة والحليب غير المبسترة وأيضاً اللحوم غير النية والمطبوخة جيداً. الحل الجذري لانتشاره يكون عبر مراقبة وتصليح الصرف الصحي وتنظيف مياه الأنهار وإعادة هيكلة جديدة للنظام الصحي والزراعي في البلاد.
كيف استجابت منظمة الأطباء المستقلين لهذا الوباء ؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حالة طوارئ في الداخل السوري عقب التأكد من أكثر 600 إصابة، بدأت المنظمات في حالة استجابة عن طريق بناء مراكز طبية مجهزة لاستقبال أكبر عدد من المرضى والعمل على حملات توعية وجلسات جماعية وفردية لبناء معلومات صحيحة والتعريف بطرق الوقاية منه
تشير الإحصائيات إلى أن الكوليرا ليس الوباء الأول الذي يظهر بسبب التلوث وسوء مصادر التغذية، فالكثير من الأمراض تنتقل عبر الأماكن الملوثة وتكون البلاد الخارجة من الحروب والمجاعات أكثر البلاد حاضنة لمثل هذه البكتيريا.