يكافح ما يزيد عن مليون نازح سوري للتمسك بالحياة في المخيمات المترامية الأطراف والواقعة على الحدود التركية-السورية، حيث تفاقمت المعاناة خلال الفترة الماضية بعد الأمطار التي ضربت المنطقة. إذ تساقطت الأمطار الغزيرة المترافقة مع رياح شديدة، تسببت باقتلاع عشرات الخيم، وترك أصحابها بدون مأوى أو ملاذ يقي أطفالهم وكبارهم البرد القارس، كما تتسبب الأوحال بإعاقة التنقل بين الخيم، إضافة للسيول الجارفة وتجمع مستنقعات كبيرة داخل المخيمات تسببت بغرق الخيم في المناطق المنخفضة.
هذه المعاناة ليست وليدة اليوم، فمنذ أكثر من 9 سنوات والمعاناة مستمرة وتتفاقم يوماً بعد يوم.
ووسط المعاناة المستمرة وآلام المعذبين في مخيمات النزوح بين الشمال والجنوب، تعيش كل خيمة ألمها ومعاناتها بمعزل عن العالم.
ترسم وجوه الأطفال والكبار قصص العذاب المريرة مع النزوح والغربة بعيداً عن ديارهم في مكان لا يجدون فيه أقل مقومات الحياة في العيش بسلام دون برد أو خوف أو معاناة في تأمين متطلبات الحياة.
تعمل فرق الصحة المجتمعية في منظمة الأطباء المستقلين على متابعة الجانب الصحي في هذه المخيمات عبر 40 فريق صحي يجول المخيمات ومراكز الإيواء بهدف القضاء على سوء التغذية والتي نتجت عن الظروف الإنسانية في هذه المخيمات وانعكست على الأطفال والنساء بالدرجة الأولى.
في الصور المرفق جانب من جولة فريق اعزاز على إحدى المخيمات العشوائية بالقرب من الحدود السورية التركية.
خديجة طيفور قائدة فريق صحة مجتمعية في منظمة الأطباء المستقلين تقول: نقوم بجولات يومية على المخيمات وفي جميع الظروف لمتابعة الأطفال والنساء وتقديم المكملات الغذائية ونشر التوعية، هناك صعوبة في الوصول لهذه المخيمات ولكن الواجب الإنساني يحتم علينا الوصول لهم، نشعر بالحزن لأننا لا نستطيع أن ننقلهم لبر الأمان، وتقديم جميع ما يحتاجونه، هناك أطفال يرتجفون من البرد أشاهدهم أثناء الجولات ليس لديهم ما يقيهم من برد الشتاء، لا أستطيع وصف الشعور الذي أعيشه يومياً في جولاتنا مع عجزنا عن تقديم المساعدة لهم لكي يعيشوا كباقي الأطفال، وأسأل نفسي ماذا لو كنت مكانهم، ما الذي سأفعله!! ماذا سيكون شعوري عند عدم قدرتي على تأمين الدفء والطعام لأطفالي؟