سرطان الثدي وشهر 10، أساس الوقاية والكشف المبكر

سرطان الثدي وشهر 10، أساس الوقاية والكشف المبكر

سرطان الثدي وشهر 10، أساس الوقاية والكشف المبكر، يعتبر سرطان الثدي من بين أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً وتأثيراً على صحة النساء حول العالم. ورغم التقدم الطبي في علاجه، إلا أن التشخيص المبكر لهذا المرض يبقى المفتاح الأساسي لتحقيق نتائج علاج أفضل وأكثر فاعلية. لذا، تمثل التوعية بسرطان الثدي حجر الأساس في جهود مكافحة هذا المرض الخطير

شهر أكتوبر، شهر زهريّ يذكرك بأهمية صحتك

خُصص أكتوبر ليكون شهر التوعية بسرطان الثدي ضمن إطار الجهود العالمية لرفع الوعي تجاه هذا المرض، وتعود هذه المبادرة الى بدايات الثمانينات في الولايات الأمريكية المتحدة. وأحد أسباب اختيار هذا الشهر أنه: يتزامن مع بداية موسم الخريف، حيث تزداد العناية بالصحة بسبب تغييرات مناخية عديدة وذلك يتيح الفرصة لتسليط الضوء على القضايا الصحية وأحدها سرطان الثدي. بالإضافة إلى ذلك، تقوم معظم المنظمات الطبية والباحثين بالإعلان عن الابتكارات والاكتشافات الجديدة حول سرطان الثدي لتسليط الضوء على كل ما يتعلق بالمرض خلال شهر أكتوبر

:أعراض السرطان الثدي

  1. تورم أو كتلة في الثدي
  2. تغيير في حجم أو شكل الثدي
  3. تغييرات في الجلد
  4. تغييرات في البينة الجلدية
  5. ألم في الثدي أو في منطقة قريبة منه

:صرحت منظمة الصحة العالمية بعدة نقاط منها

  •  يُتوقع تشخيص أكثر من 2 مليون امرأة بسرطان الثدي سنوياً
  • خطر المرض يزداد مع التقدم في العمر
  • تشمل عوامل الخطر لسرطان الثدي العوامل الوراثية، والتعرض للهرمونات، والعوامل البيئية

هل لسرطان الثدي ورم حميد وورم خبيث؟

بدايةً سرطان الثدي يبدأ بظهور خلايا على الثدي وتتكاثر بشكل سريع وتتراكم لتشكل كتلة والتي تسمى ورم، وهذا  الورم من الممكن أن يكون خبيث أو حميد. سرطان الثدي الذي يكون حميدًا عادةً لا يشكل تهديداً كبيراً وغالباً ما يكون قابلًا للعلاج بشكل كامل بواسطة إزالة الورم أو علاجات أخرى. أما سرطان الثدي الخبيث، فيمكن أن ينمو وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهذا ما يجعله أكثر خطورة

 

خطوات نتخذها في منظمة الأطباء المستقلين 

إيماناً في أهمية وجود المرأة وأهمية صحتها، نتخذ خطوات عديدة في منظمة الأطباء المستقلين تساعد على توعية المجتمع والنساء خاصةً، من خلال التحركات على أرض الواقع مثل الزيارات، المحاضرات، البروشورات. ومن عبر المنصات الاجتماعية نركز على التوعية من منشورات ومقالات توضح أهمية الأمر. ونتخذ هذه الخطوات طريقاً بيننا لزيادة الوعي تجاه المرض وأهمية اتخاذهنّ خطوة الفحص المبكر، من خلال هذه العمليات بشكل دوري نشجع النساء في الشمال السوري للانتباه لخطورة هذا المرض، فطرحنا في وسائل التوعية  عدة نقاط منها: أعراض المرض، ووسائل الوقاية منه، كيفية التعامل معه وما هي أهم الإجراءات في حال الإصابة به

نؤمن بأهميتهنّ ودورهم الأساسي في المجتمع ومقدار أثرهنّ على الجميع، لبقائهم بجوارنا ومساندتهم لنا ولأنهنّ يستحقن الأفضل دوماً، نؤكد نحن منظمة الأطباء المستقلين على أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي

عودة انتشار السّل في الشمال، كيف يستجيب مركز السّل لهذه العدوى؟

كابوس جديد يلاحقهم 

تشهد منطقة شمال غرب سوريا أزمة صحية خطيرة بسبب استمرار الحرب الدائرة في المنطقة. ويواجه السكان العديد من المخاطر الصحية المتزايدة بسبب عدم وجود بنية تحتية صحية كافية ونقص في الموارد الطبية والأدوية الحيوية. كذلك تشهد المنطقة انتشاراً سريعاً للأمراض المعدية، بما في ذلك الأمراض المنقولة بالمياه والأمراض المتعلقة بالتغذية، بسبب تلوث المياه والهواء وغياب شروط الصحة والسلامة في كثير من المخيمات والتجمعات العشوائية، مما يزيد من خطر الوفاة والإعاقة.

ما هو مرض السل؟

مرض السل هو مرض معد تسببه بكتيريا تسمى ميكوباكتيريوم السل، ويؤثر عادة على الرئتين ولكنه يمكن أن يؤثر أيضاً على أي جزء من الجسم مثل العظام والغدد اللمفاوية والكلى والدماغ. يتم نقل البكتيريا عادة عن طريق الهواء عندما يسعل المصاب بالسل أو يعطس، ويمكن أن تنتشر العدوى إلى الآخرين من خلال جزئيات الهواء الملوثة التي يتم استنشاقها. تتضمن أعراض مرض السل السعال المزمن، الحمى، فقدان الوزن، فقدان الشهية، التعرق الليلي والتعب الشديد، وقد يستغرق العلاج لمدة 9-6 أشهر، يتطلب مرض السل من المريض تناول الجرعة الدوائية بشكل كامل ومنتظم حتى النهاية وذلك لمنع تطور المضاد للدواء وعدم انتشار المرض أكثر داخل الجسم.

تعد الوقاية من المرض بالتطعيم واتباع إجراءات النظافة الجيدة مثل غسل اليدين والحفاظ على نظافة المكان والعناية بصحة الجهاز التنفسي.  وفي حالة الاشتباه في الإصابة بالسل، يجب استشارة الطبيب على الفور للحصول على التشخيص والعلاج المناسب

 

استجابة منظمة الأطباء المستقلين لمرض السل 

استجابت منظمة الأطباء المستقلين لحاجة المنطقة في ريف حلب الشرقي وعملت على افتتاح مركز الوقاية والعلاج من مرض السل في المنطقة الشرقية من مدينة الباب والراعي حتى جرابلس. بجانب وجود المركز سعت المنظمة إلى تأمين فرق داعمة لزيادة الوعي لدى الأشخاص في المخيمات ومتابعة المرضى في منازلهم، كما حرصت المنظمة على إيجاد العلاج الكامل بشكل مجاني من خلال توفير عدة خدمات داخل المركز شملت الآتي:

– عيادة للتشخيص

– المخبر ” يتواجد فيه تحاليل دموية، تحليل القشع “

– أجهزة الفحص المجهري

– أجهزة تصوير الأشعة

– توفير العلاج والفريق الطبي لمتابعة المصابين حتى الشفاء.

 

 تقدم المنظمة في مركز السل أكثر من 100 استشارة شهرية للسكان هناك، ومع بداية افتتاح المركز استقبل القائمون عليه أكثر من 57 مصاب بالسل، و6 حالات لمرضى السل متعدد المقاومة الدوائية.

تسعى منظمة الأطباء المستقلين مع شركائها الدوليين لتأمين رعاية صحية للسكان في المناطق النائية وعلاج الأمراض المعدية بشكل أساسي لخطورتها على السكان بسبب سرعة انتشارها في أماكن تفتقر لمقومات الحياة وشروط الصحة والسلامة العامة.

احتياجات ضخمة تُهدد بالانهيار، كيف واجه القطّاع الطبي كارثة الزلزال؟

 

عقب سنوات الحرب الطويلة، وبينما يواصل القطاع الطبي جمع شتاته من أضرار الحرب والاستهداف المباشر الذي كان يرافقه على مدى السنوات. أتى الزلزال المدمّر صباح الإثنين 6 شباط الماضي وأحدث فجوة عميقة جديدة في القطاع الطبي، فيما زاد من مأساة الشعب السوري الذي يعاني من قلّة الدعم الطبي والعلاج وتوفّر الكوادر الطبية العاملة في المنطقة.  وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أدى الزلزال إلى خروج 55 منشأة صحيّة عن العمل، مع تضرر 33 منشأة توقفت عن العمل مؤقتاً. أحدهم كان مستشفى النسائية والأطفال في عفرين التابع لمنظمة   الأطباء المستقلين. احتياجات ضخمة تُهدد بالانهيار، كيف واجه القطّاع الطبي كارثة الزلزال؟

مناشدات مستمرّة بلا استجابة!

 

رغم إطلاق العديد من المنظمات المناشدات الإنسانية لتغطية الاحتياجات المتفاقمة لمنكوبي الزلزال في الشمال السوري، واجه السكان هناك المأساة لوحدهم في الأيام الأولى، دون أيّ دعم مادي أو طبي يساعد المنظمات العاملة على استيعاب الكارثة وتخفيف شدّتها. ضعف الخدمات والإمكانات المتاحة جعل الكوادر الطبية تصل الليل بالنهار لتغطية النقص الواضح الذي يعاني منه القطاع على مستوى القدرة الاستيعابية لعموم القطاع الصحي. حيث صرّح مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، عن مواجهة المنظمة صعوبة في إيصال المستلزمات الطبية إلى سوريا وتركيا في الأيام الأولى للزلزال. وقال غيبريسوس إن “أعداد القتلى في سوريا وتركيا لا تخبرنا بحقيقة الوضع الصعب الذي تواجهه العائلات”، محذّرًا من أن “فرص العثور على ناجين تتقلص مع مرور الوقت، ومع استمرار وقوع الهزات الارتدادية”.

 

كيف تصدّت منظمة الأطباء المستقلين لهذا الضرر؟

منذ اللحظات الأولى استجابت الكوادر الطبية من مختلف مراكز المنظمة إلى النداءات الإنسانية، متوجهين إلى المنشآت الطبية التي تستقبل المصابين والمرضى من عموم المناطق، عاملين بطاقتهم القصوى وسط الإمكانيات المحدودة.  وفي نفس الصدد، انطلق 25 فريقاً طبيّاً جوّالاً من المنظمة إلى خدمة المرضى وكبار السن في مراكز الإيواء بمختلف المناطق التي تستقبل العائلات المتضررة من الزلزال.

ومما لا شك فيه أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضةً للاضطرابات النفسية في أوقات الكوارث، لذى سعينا لتقديم الدعم النفسي لهم من خلال مساحات آمنة تمكّنهم من اللعب وتلقي خدمات الدعم النفسي بأمان بعيد عن توتر الأهل المستمر، مع جولات دعمٍ نفسي للبالغين في مراكز الإيواء.

سرعة الاستجابة في أوقات الطوارئ 

يلعب عامل الاستجابة السريعة في حالات الطوارئ دوراً حاسماً في إنقاذ حياة المصابين. وعليه سعينا إلى بناء وتطوير وحدة جراحيّة متنقلة لتقديم الرعاية الصحية في مدينة جنديرس بريف عفرين. تشمل هذه الخدمة الاستشارات الطبية الحساسة، الجراحة العامة والعظمية مع صيدلية توفر الدواء مجاناً. وضمن استجابة منظمة الأطباء المستقلين الفورية انطلقت العيادات المتنقلة لتكون من أنجح أساليب الدعم الطبي المباشر للناجين، حيث كان لها الأثر الأكبر في أيام الاستجابة الأولى لكارثة الزلزال ضمن طاقمٍ طبي متكاملٍ متفانٍ في مدّ يد العون للمتضررين في المناطق المنكوبة، مع ضرورة الإشارة إلى الدور الهام الذي لعبته المنظمة في استقبال وتوزيع الدعم الطبي القادم من منظمة الصحة العالمية على الشركاء المحليين.  فاق عدد الخدمات المقدّمة في منظمة الأطباء المستقلين خلال شهر الكارثة أكثر من 86 ألف خدمة صحيّة، مع ما يقارب الـ 50 ألف خدمة في مجال الأمن الغذائي.

ومع استمرار هذه المأساة وتفاقم التحديات نؤكد أن عدم إيجاد حلول دائمة لهذا القطاع ينذر بكوارث مستمرة، وسط قطاعٍ صحي عاجز عن تقديم العلاج المطلوب أو إيجاد حل جذري يُنهي هذه المأساة.

مأساة الأطباء في الزلزال، كيف صبروا أمام هذا الألم!

مأساة الأطباء في الزلزال، كيف صبروا أمام هذا الألم! 

 

“كنّا وما زلنا نواصل عملنا الدؤوب، مبدأنا هو “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً”. لا مكان للعواطف في عملنا حيث الثواني تصنع فرقاً لدينا”. كانت هذه إحدى كلمات الطبيب بكري خلال عمله في استجابة منظمة الأطباء المستقلين لمتضرري الزلزال بالداخل السوري.

يروي لنا الطبيب مختص العظميّة بكري معازّ (45 عاماً)، الذي يعمل مع منظمة الأطباء المستقلين في مدينة إعزاز بمشفى الشهيد د. محمد وسيم معازّ، لحظات الفزع التي عاشها خلال الزلزال ” بعد خروجنا سالمين من منزلنا وسط اهتزاز الأرض من أسفلنا وأصوات الأنقاض والصراخ من حولنا، بدأت الاتصالات من المشفى تدعوني للتوجه إليه حيث بدأ التوافد الكبير للمصابين والعوائل المتضررة ولبيّت النداء على الفور”.

يستذكر الطبيب المأساة الطبيّة التي عاشها خلال اليوم الأول “بدأ قدوم حالات الكسور والهرس، وقفنا مصدومين من العدد الهائل للإصابات الحرجة، لاحظنا قدوم أطفال هم الناجون الوحيدون من عائلاتهم، وآخرون تشتت عائلاتهم في عدة مشافي. بطبيعة الحال كان دوري كأخصائي عظمية هو علاج الحالات الأكثر صعوبة، مثل الكسور أو حالات الهرس. كانت أكثر الحالات شيوعاً هي كسور الأحواض. حاولنا الاستجابة من خلال عملنا الأساسي وهو إسعاف المصابين، وتقديم الخدمات الطبية الضرورية لإنقاذهم”.

يصف لنا د. معازّ أصعب لحظاته عند رؤيته لحالات الهرس كونها الأكثر تعقيداً، منهم من كان يحتاج إلى بتر الأطراف على الفور وأضاف “على الرغم من ذلك، استطعنا إنقاذ ما لدينا من المرضى من خلال الإمكانيات المتوفرة في المشفى. لكن أكثر ما آلمني ولن أستطيع نسيانه هو حالة إحدى الأطفال الذي أُنقذ بعد البقاء تحت الإنقاض ليومين كاملين. كان لديه الكثير من الهرس والكسور بجميع أطرافه. رغم بذلنا قُصارى جهدنا ولكن لقد فات الأوان، نأمل أنه الآن بالجنّة مع بقية أهله”.

إنسان قبل أن يكون طبيب، أم بالعكس؟

يتابع د. بكري “من الناحية الأخرى، كان إبقاء عائلتي في مكان آمن بعيد عني مع قدرة الوصول إليهم بسرعة هو أصعب ما واجهني في هذه الكارثة. في واقع الأمر، مهنتي تحمّلني الكثير من المسؤولية، عليّ وضع عواطفي جانباً لأن الواجب علينا أولاً هو إنقاذ الأرواح”

وصف الوضع المأساوي الذي كان يعيشه داخل المشفى في اليوم الأول قائلاً “تحسبه كأنه يوم المحشر، كل إنسان مسؤول عن نفسه. الناس فقدت عقلها، كأنه القيامة، لكن من زاوية أخرى، أجمل ما عشناه وأثبّت لنا قوة الشعب السوري في هذه الكارثة هو تكاتف الجميع سوياً، بين الأطباء والممرضين وحتى فرق الإنقاذ والتطوع يعملون تحت هدف واحد وهو إنقاذ العالقين تحت الأنقاض”.

وفي نهاية قوله أضاف “ينسى العالم وسط هذه الضغوط أنني إنسان، لديّ مشاعر أنا وأصدقاء مهنتي. أحمل على عاتقي مسؤولية نفسّية كبيرة مع نظرة الناس لنا كالبطل المنقذ. ولكن مما لا شك فيه أن لدينا عوائل وأحباء نخاف عليهم أيضاً. لكن رغم ذلك واجبي المهني والإنساني يدفعني للقيام بمهامي على أتم وجه”. 

لم تنتهي المأساة

 

أتى الزلزال بغتةً ليزيد الحالة السيئة والمتردّية التي يعيشها السوريون في الشمال السوري. أحال الزلزال المدّمر ما بقي صامداً من المباني في الشمال السوري، وعاد أكثر من 900 ألف شخص إلى النزوح. منهم من بات في الخيم أو في السيارات والأسوأ حظاً من بقي في الشوارع بحالة البرد القارص. بوسط عدم استجابة لسيل المناشدات التي أطلقها السكّان والمنظمات، واجه الشمال السوري هذه الكارثة وحيداً. فمنهم من ركزّ جهوده على إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، والآخر سعى لتأمين ما يمكنه لإيواء المنكوبين بعمل جماعي لم يشهده السوريون من قبل.

وبناءً على ذلك، شهد القطاع الصحي النكبة الكبرى؛ الذي كان يعاني من الأساس من النقص الحادّ للإمكانيات وانخفاض الدعم له. رغم ذلك أتى الأطباء ليكونوا همّ الملاك المخلّص لهذه الأوجاع. عملوا بطاقتهم القصوى  وسط أدنى الإمكانيات ليؤدوا ما يقع على عاتقهم.

 

مشفى الشهيد د.معازّ، أملٌ في معاودة الحياة مجدداً في الشمال السوري

مشفى الشهيد د.معازّ، أملٌ في معاودة الحياة مجدداً في الشمال السوري

خسائر وأضرار الحرب للقطاع الطبي في الشمال السوري

تظهر نتائج الحروب ومخلفاتها رويداً على القطاع الصحي وإمكانياته، بعد هذه السنين الطويلة التي كان القطاع وكادره الهدف الرئيسي والمباشر للنظام السوري. من قتل واعتقال وتغييب قسري للأطباء والممرضين، حيث وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 70% من الكوادر، مما لا شك فيه أيضاً الاستهداف المباشر للمشافي والمراكز الصحية دون أيّ احترام لهذه المهنة العظيمة. وبطبيعة الحال انعكس الأمر على الحالة الصحية للسّكان واللاجئين، من عدم توفر أدنى مقومات للسلامة الجسدية والمناعة ليفاقم الوضع سوءاً من كل الجهات.

المراكز الصحية في الشمال السوري

مع الكثافة السكانية العالية التي يعيشها الداخل السوري، يصبح التجاوب لجميع المرضى وتقديم مستوى عالٍ من الخدمة أمراً يبدو مستحيلاً. من ضعف الكوادر الطبية وقلة الموارد والمعدات. تبيّن الإحصائيات أن أكثر من 3.1 ملايين سوري من أصل 4.5 يحتاج إلى المساعدة والتدخل الطبي، ويشكل النازحين حوالي 60 % منهم. ترتبط جميع هذه التحديات بانعدام الأمن والنزوح وارتفاع مستويات الفقر. بدأت منظمة الأطباء المستقلين بدعم القطاع من خلال إنشاء مراكز للرعاية الصحية الأولية ومشافٍ وعيادات متنقلة في مختلف مناطق المحررلأعادة تأهيل جديدة  ورفع الجهوزية وتسهيل الوصول إلى الخدمات الطبية إلى جميع الأهالي والنازحين في الخيم.

ماذا يقدم المشفى ؟

أنشأت منظمة الأطباء المستقلين مشفى الشهيد د.محمد وسيم معازّ في سنة 2014\08\01. يعدّ أهمّ الخدمات في منظمة الأطباء المستقلين لتقديم الخدمة الرعاية الصحية المتقدمة والمتكاملة  في كافة الاختصاصات الطبية. تصل مساحته إلى على 4800 متر مربع يحتوي على 150 سريراً موزعون على طابقين.

تتمركز أهميته في كونه أكبر مركز طبي في شمال سوريا، واعتباره المرجع الأساسي لبقية المشافي والمراكز الصحية في الريف الشمالي والشرقي لحلب. يستقبل المشفى جميع الحالات المرضى بعدة أقسام بين الإسعاف والمختبرات والأشعة والجراحة.

مع التخصص الجزئي لبعض الأقسام، مثل الإسعاف الرضي والغير الرضي. وأنواع الجراحة المختلفة من عامة وعظام والعيادة الداخلية بتخصصاتها الفرعية. وتواجد لوحدة العناية المركزة للبالغين والأطفال وحديثي الولادة. تتم هذه العمليات والفحوصات تحت إشراف كادر متخصص ومؤهل من أطباء وممرضين يعملون لتقديم أعلى مستوى مطلوب ضمن المعايير الطبية العالمية. مع العمل على مدار الساعة واستقبال جميع الحالات الإسعافية لمختلف الأعمار والجنسيات.

إحصائيات المشفى لعام 2022

يخدم مشفى الشهيد د.معازّ حوالي 1.4 مليون نسمة في مناطق مختلفة بريف حلب. بلغ عدد الخدمات المقدمة في قسم المختبر أكثر من 300 ألف خدمة موزعة بين فحوصات الدم الأساسية والتحاليل الشاملة.

 والجدير بالذكر، أنّ قسم الاستشارات والخدمات وصل إلى حوالي 150 ألف خدمة خلال العام، من خلال تقديم استشارات في مختلف التخصصات المتوفرة في المشفى. يلاحظ أيضاً أن أحدى أهم الخدمات التي نحصل على توافد كبير لها في المشفى هي التصوير الطبقي المحوري والموجات فوق الصوتية وخدمات التصوير بالأشعة السينية البسيطة. مع الأقبال العالي للعمليات الجراحية ومركز العلاج الفيزيائي. لا يتوانى الكادر الطبي في جميع أقسام مشفى الشهيد د.محمد وسيم معازّ التعليمي عن تقديم قصص نجاح بشكل يومي وتوفير أفضل الرعاية الطبية و النوعية لأهلنا في شمال سوريا

الصحة النفسية مفهومها والعوامل المؤثرة عليها

الصحة النفسية مفهومها والعوامل المؤثرة عليها

مفهوم الصحة النفسية:

تشمل الصحة النفسية سلامتنا العاطفية والاجتماعية وتأثيرها على طريقة تفكيرنا وشعورنا وتصرفنا. كما أنها تساعد في تحديد كيفية تعاملنا مع التوتر، والتواصل مع الآخرين، واتخاذ الخيارات الصحية. فالصحة النفسية مهمة في كل مرحلة من مراحل الحياة، من الطفولة والمراهقة حتى البلوغ.

في عام 1893، قدم إسحاق راي، مؤسس الجمعية الأمريكية للطب النفسي، تعريفاً لمصطلح الصحة النفسية (العقلية) على أنه “فن الحفاظ على العقل ضد جميع الحوادث والتأثيرات التي تهدف إلى تدهور صفاته أو إضعاف طاقاته أو تشويش حركاته”. هناك العديد من العوامل التي لها تأثير على صحتنا العقلية، بما في ذلك الجينات وتاريخ الأسرة وتجارب الطفولة – وحتى القضايا المجتمعية الكبيرة مثل العنف أو التمييز أو الفقر. وكيف تؤثر هذه العوامل علينا.

منذ تأسيس الأمم المتحدة، حظيت مفاهيم الصحة النفسية بقبول دولي. على النحو المحدد في دستور عام 1946 لمنظمة الصحة العالمية، وتمّ الإشارة إلى أن “الصحة هي حالة من الرفاه الجسدي والعقلي والاجتماعي الكامل، وليس مجرد غياب المرض أو العجز”. يمثل مصطلح الصحة النفسية مجموعة متنوعة من التطلعات البشرية: تأهيل المضطربين عقلياً، والوقاية من الاضطراب العقلي، والحد من التوتر في عالم مرهق، والوصول إلى حالة من الرفاهية التي يعمل فيها الفرد على مستوى يتوافق مع إمكاناته العقلية. ولا يشير مفهوم الصحة العقلية المثلى إلى الحالة المطلقة أو المثالية، لكن إلى أفضل حالة ممكنة بقدر ما تتغير الظروف. ويُنظر إلى الصحة النفسية على أنها حالة الفرد بالنسبة لقدراته وسياقه الاجتماعي والبيئي . وتشمل الصحة النفسية جميع التدابير المتخذة لتعزيز الصحة النفسية والحفاظ عليها.

تشخيص حالات الصحة النفسية:

لا يعني بالضرورة أن شخصاً ما لم يتم تشخيصه بحالة صحية نفسية أن صحته النفسية مثالية. وبالمثل، من الممكن تشخيص حالة الصحة النفسية مع الشعور بالتحسن في العديد من جوانب الحياة. عندما يتلقى الأشخاص الذين يعانون من مشكلة تتعلق بالصحة النفسية المزيج الصحيح من العلاج والدعم، وعندما يكون لهم رأي في القرارات المتعلقة برعايتهم، فإنهم غالباً ما يمكنهم التعافي ببساطة وسهولة.

بالنظر إلى الذي يسبب مشاكل الصحة النفسية، فلا يوجد سبب واحد لمشاكل الصحة النفسية، حيث يساهم عدد من العوامل الناتجة عن التفاعلات بين العقل والجسم والبيئة في تطوير الحالة. غالباً ما يتم تعريف العوامل المختلفة والمعقدة، التي تؤثر على صحتنا النفسية ورفاهيتنا على أنها إما عامل خطر أو عامل وقائي.

وتؤثر عوامل الخطر سلباً على الصحة النفسية للشخص، بينما تقوي عوامل الحماية الصحة العقلية للشخص وتعمل على تحسين قدرة الشخص على التعامل مع الظروف الصعبة. وتتأثر عوامل الخطر والحماية بجميع مجالات الحياة من العوامل النفسية والاجتماعية والبيئية والثقافية والظرفية.

العوامل المؤثرة على الصحة النفسية:

يلعب الإجهاد وأحداث الحياة والتجارب السابقة والجينات دورًا في تحديد صحتنا العقلية، ويمكن أن يكون لمشاكل الصحة النفسية مجموعة واسعة من الأسباب. ومن المحتمل أن هناك مجموعة معقدة من العوامل لكثير من الناس، على الرغم من أن الأشخاص المختلفين قد يتأثرون بشدة بأشياء معينة أكثر من غيرهم. يمكن أن يكون لأحداث الحياة المماثلة تأثيرات مختلفة جداً على الأشخاص المختلفين، اعتماداً على ما يحدث في حياتهم في ذلك الوقت، ومرونتهم وقدرتهم على التعلم من تحديات الحياة .

– يمكن أن تؤدي العوامل التالية إلى فترة من تدهور الصحة العقلية:

  • التمييز والعنصرية
  • البطالة أو التشرد
  • الاستعداد الوراثي
  • التشرد أو السكن الرديء
  • إجهاد شديد أو طويل الأمد
  • العزلة الاجتماعية أو الوحدة
  • الفجيعة (فقدان شخص قريب)
  • العنف المنزلي أو التنمر أو غيره
  • وجود حالة صحية بدنية طويلة الأمد
  • الحرمان الاجتماعي أو الفقر أو الديون
  • إساءة معاملة الأطفال أو الصدمة أو الإهمال

مشكلات الصحة النفسية:

تتعارض مشكلات الصحة النفسية مع القدرات المعرفية والعاطفية والاجتماعية للشخص. هناك أنواع مختلفة من مشكلات الصحة العقلية ويمكن أن تحدث كل واحدة منها بدرجات متفاوتة من الخطورة. يمكن أن تشمل ما يلي:

  • كآبة
  • ذهان
  • قلق
  • فصام
  • تقلبات الشخصية
  • اضطرابات الأكل
  • اضطراب ذو اتجاهين

يمكن النظر إلى الصحة النفسية على أنها سلسلة متصلة، حيث تكون الصحة النفسية المثلى للفرد في أحد طرفيها، ممثلة بالشعور الجيد والعمل بشكل جيد، بينما تكون مشكلات الصحة النفسية في الجانب الآخر، ممثلة بالتغيرات في الأفكار أو المشاعر أو السلوكيات المشتركة. على مدى العمر، قد ينتقل الشخص من خلال نقاط مختلفة بين الصحة النفسية والرفاهية المثلى، إلى أن يكون على ما يرام، ومن خلال التعافي.

  • واقع الصحة النفسية في الشمال السوري:

منذ نشأتها تعمل منظمة الأطباء المستقلين على الاستجابة لواقع الصحة النفسية في شمال غرب سوريا، وذلك لما خفته من آثار نفسية جسيمة على البالغين حيث شكلت تداعيات الحرب والضغوط النفسية المتراكمة الاكتئاب والعزلة والعديد من الأمراض الأخرى للبالغين لتنقلب حياتهم رأسا على عقب.

لم يكن وضع الأطفال في منأى عن الإصابة بالأمراض النفسية، حيث أشارت منظمة اليونسيف أن 90% من الأطفال في سوريا هم بحاجة لدعم نفسي ،  إذ أن جائحة كورونا والعنف والأزمة الاقتصادية دفعت أهلهم إلى النزوح المتكرر ووضعتهم تحت أعباءٍ مادية كثيرة وضغوط نفسية.

أطفال المخيمات والحرب، لماذا يحملون الجزء الأكبر من المأساة؟

أطفال المخيمات والحرب، لماذا يحملون الجزء الأكبر من المأساة؟

يعيش الأطفال في سوريا حياةً مختلفة عن أطفالِ باقي العالم، حيث فقدوا أبسط حقوقهم في العيش الآمن والحصول على تعليم جيد والعيش في بيئة صحية وآمنة، عانوا منذ الصغر من الحرمان فسُلب منهم مستقبلهم وفقدوا أحلامهم في وسط الأنقاض التي نجوا منها.

لم يكن الأطفال الناجون أفضل  حالاً في الشمال السوري، حيث لم يستطيعوا الحصول على حياةٍ كريمة تليق بهم، فما ما بين الجراح الجسدية والإعاقات التي حصلوا عليها لمدى الحياة وعمالة الأطفال لتأمين مستقبل العائلة تجعل مستقبل جيلٍ من الأطفال معلقٌ بخيطٍ رفيع.

كيف بجيل كامل لم يعرف إلى الآن سوى الحرب والمخيمات أنّ يكون إنساناً” بذكريات وأحلام”

 أرقام هائلة وأمراض متزايدة

منذ بدء الصراع ومعدلات سوء التغذية تشهد ارتفاعاً مرعباً بين الأطفال في عموم سوريا لتصل إلى ذروتها في العام الماضي 2022، هذه الأرقام الهائلة ارتفعت نتيجة تراجع الوضع الاقتصادي وغلاء الأسعار ونقص في المواد الغذائية الأساسية الضرورية لنمو الأطفال ويوجد العديد من العوائل لا تحصل على المواد والفيتامينات المطلوبة مما يسبب مشاكل صحية وعقلانية لدى الأطفال.

تنبأ الإحصائيات القادمة بكارثة إنسانية حقيقية، حيث أن ما بين عامي 2022 – 2023، سيحتاج نحو 5.5 ملايين شخص، بما في ذلك الأمهات والأطفال – الذين تتراوح أعمارهم بين 0-59 شهراً – إلى الحصول على مساعدة تغذوية مباشرة.

يشار إلى أن نصف الحالات يعيشون في شمال شرقي سوريا، وفقاً لما صرحت به منظمة save the children، بإرتفاع تجاوزت نسبته 150 في المئة خلال ستة أشهر فقط. بحسب تصريح سارة علي مسؤولة التغذية في المنظمة : ” نتعامل كل يوم مع عدد أكبر من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية مقارنة باليوم السابق، وهذا ما يهدد حياة الأطفال” وأشارت إلى أن معظم العائلات يعانون من الفقر وعدم قدرتهم على شراء الغذاء كسبب رئيسي خلف ازدياد في حالات سوء التغذية.

ونتيجة لانتشار حالات سوء التغذية بين الأطفال بدأت بعض الأمراض بالانتشار مثل حالات التقزم، إضافةً إلى الهزال علاوةً عن نقص الوزن والمغذيات الدقيقة وخطر اصابتهم بأمراض مستقبلية مثل السكري ومرض القلب.

تغييرٌ للواقع .. مبادرة الأطباء المستقلين حول الأمر

استجابت منظمة الأطباء  المستقلين لهذا الموضوع حيث أنشأت العيادات المتنقلة لتصل إلى الأمهات والأطفال في مختلف المخيمات واستطاعت دمج الخدمات بشكل مباشر عبر عيادات تخصصية لمعالجة سوء التغذية في مراكزها للصحة الأولية المنتشرة على مستوى الشمال السوري.

جميع المراكز تقدم خدماتها بدءاً من نظام الإحالة إلى المتابعة اليومية والشهرية للأطفال ما دون الخمس سنوات والأمهات المرضعات والحوامل عبر أخصائي التغذية فضلاً عن نشر رسائل التوعية بشأن الغذاء السليم والنظافة، وأيضاً تقديم المكملات الغذائية.

خلاصة القول، لا يُرى لهؤلاء الأطفال مستقبلاً في هذه المخيمات، في ظل الحرب واللا رعاية والظلم وانقطاع التعليم. رغم أنهم لا علاقة لهم بهذا الصراع، ولكنهم يحملون وطأته. كيف بجيل كامل لم يعرف إلى الآن سوى الحرب والمخيمات أنّ يكون إنساناً بذكريات وأحلام ؟

الكوليرا، الخطر القديم يعود مع نقص الإمدادات الطبية !

الكوليرا، الخطر القديم يعود مع نقص الإمدادات الطبية !

عقب إعلان منظمة الصحة العالمية باشتباه أكثر من 35 ألف حالة إصابة كوليرا وعشرات الوفيات بسببه، يجب زيادة الوعي بأعراضه وطرق الوقاية منه. حيث ينتشر بكثرة مرض الكوليرا في الأماكن الغير نقية، لذلك نرى أنه يظهر في البلاد التي تكثر فيها الحروب والأوبئة والمجاعات.

ما الذي يعنيه الكوليرا ؟ 

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فأن الكوليرا مرض بكتيري ينتقل عن طريق الماء الملوثة. يؤدي إلى إسهال مائي حاد وجفاف شديد يتسبب فيه البكتيريا الضمة الكوليرية، تظهر أعراضها عقب تناول طعام أو شرب مياه ملوثيين. تصيب الأشخاص الذي يعيشون في أماكن تعاني من شح في مياه الشرب أو تنعدم فيها حتى.

الكوليرا في سوريا

منذ شهر أيلول الماضي إلى الآن الوضع لا يزال في تفاقم في الداخل السوري، ويشهد تواجده بكثرة شمالي سوريا خصيصاً مدينة حلب. يعتبر تلوث المياه في نهر الفرات والنقص الحاد لها أهم العوامل لتفشيه بهذه السرعة في الداخل السوري، وانتشاره السريع أيضاً إلى لبنان حسب وزارة الصحة اللبنانية.

بين اليوم والآخر تُظهر الاحصائيات تضاعفاً في الإصابات، نقلاً عن منسقو الاستجابة: تفشي الأمراض المعدية كفيروس كورونا والكوليرا في المخيمات يمثل حلقة جديدة قد تكون الأخطر في سلسلة الظروف الصعبة التي يعانيها قاطني المخيمات منذ سنوات.

الأوبئة في سوريا لا تعرف الحدود

يأتي انتشار الأوبئة بهذه الكثرة في سوريا إلى أسباب متعددة، بعد 10 أعوام من الحرب تظهر النتائج حالياً، تقلص مصادر المياه المعقمة وعدم الاهتمام بالصرف الصحي ونظافة المياه. ينتج عنه هذا الانتشار الحاد لأوبئة انقرضت منذ عقود. نقص المياه يجبر العائلات دائماً إلى اللجوء لعادات سيئة من التغذية وآليات تنظيف سلبية، ففي هذه الحالات لا يزداد الوضع إلا سوءاً

الكوليرا، كيف عاد بعد عقود ؟

التفشي الحاد بهذه السرعة لمرض الكوليرا يدفع دائماً إلى العودة إلى أصل المشكلة، يعود من جديد بعد اختفاء يصل إلى 13 عام، ليتفشى بسرعة حادة خلال شهرين في جميع أرجاء سوريا للمرة الأولى منذ عام 2009.

تأكد بعض التحاليل تلوث مياه نهر الفرات بالكوليرا، حيث سقي الأراضي الزراعية منه يؤدي إلى تلوث المحصولات الزراعية بالكامل في حالة اعتماد أكثر من 5 ملايين شخص عليه في سوريا. فقر هذه الأسر إلى طرق الوقاية من هذا المرض تكون سبباً في زيادته.

كيف يتمّ الحد منه ؟

يعتبر الكوليرا من الأمراض التي تنتقل عن طريق الطعام والمياه الملوثة، تسبب في إسهال مائي حاد خلال الساعات الأولى من الإصابة. إذا لم يتم علاجه عن طريق إعطاء محاليل إمهاء فموية وفي الحالات الشديدة يلجأ إلى الحقن عن طريق الوريد من الممكن تسببه في الصدمة أو الوفاة. فمعظم حالات الوفاة تكون بسبب تأخر في طلب العلاج أو عدم توافر بالعدد المطلوب.

كما يقال درهم وقاية خير من قنطارعلاج، لذلك أهم طرق الوقاية منه هي استخدام ماء نظيف معبأ أو مغلي وتجنب الفواكه والخضروات غير المقشرة والحليب غير المبسترة وأيضاً اللحوم غير النية والمطبوخة جيداً. الحل الجذري لانتشاره يكون عبر مراقبة وتصليح الصرف الصحي وتنظيف مياه الأنهار وإعادة هيكلة جديدة للنظام الصحي والزراعي في البلاد.

كيف استجابت منظمة الأطباء المستقلين لهذا الوباء ؟

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حالة طوارئ في الداخل السوري عقب التأكد من أكثر 600 إصابة، بدأت المنظمات في حالة استجابة عن طريق بناء مراكز طبية مجهزة لاستقبال أكبر عدد من المرضى والعمل على حملات توعية وجلسات جماعية وفردية لبناء معلومات صحيحة والتعريف بطرق الوقاية منه

تشير الإحصائيات إلى أن الكوليرا ليس الوباء الأول الذي يظهر بسبب التلوث وسوء مصادر التغذية، فالكثير من الأمراض تنتقل عبر الأماكن الملوثة وتكون البلاد الخارجة من الحروب والمجاعات أكثر البلاد حاضنة لمثل هذه البكتيريا.

نازحو المخيمات العشوائية، أعباءٌ لا نهائية

 

نازحو المخيمات العشوائية، أعباءٌ لا نهائية 

مستويات قياسية لم يسعها الشمال السوري بأعداد النازحين عشوائياً، حيث أشار تقرير صادر  عن منسقو استجابة سوريا، إلى ارتفاع أعداد النازحين في المخيمات العشوائية إلى أكثر 311 ألف شخص يتوزعون في حوالي 500 مخيم عشوائي.

من هذا المنطلق، يصعب على الأهالي النازحين اتخاذ مكان محدد مسكناً لهم وسط الهجمات العسكرية والقصف المستمر، فعليه تصبح حياتهم في ظل حركة تهجير غير مستقرة داخل الشمال السوري، مما يدفعهم إلى اللجوء لأماكن غير قابلة للعيش ومعزولة عن جميع مصادر الحياة الأساسية من مياه وكهرباء وتعليم. وبطبيعة الحال تصبح شروط الحياة لديهم أقسى وتترك على اعتاقهم أعباءٌ يَصعُبُ حملها.

مخيماتٌ منسيّة

يواجه النازحون في المخيمات العشوائية المتناثرة بين الأراضي الزراعية وأشجار الزيتون أو مجاري السيول واقعاً يصعب تحمّله، فما بين شقاء الوصول إلى مياه صحيّة لتسديد حاجاتهم اليومية وإحضار لقمة العيش لأطفالهم باتت أحلامهم بعيدة المدى، مثل إكمال تعليم أطفالهم وحصولهم على حياة كريمة دون أيّ اضطرار لعملهم. بطبيعة الحال يكون العمل هو الخيار الوحيد لطفل لم يَبلُغ الثامنة من عمره. يلجؤون إلى العمل وسط الأراضي الزراعية في البيوت البلاستيكية تحت درجة حرارة مرتفعة.

من زاوية أخرى، تصبح هذه المخيمات معزولة في الشتاء تماماً بسبب انقطاع الطرق، مع حرمانها من كل أشكال البنية التحتية، سواءً الصرف الصحي أو النقاط الطبية؛ إضافة إلى انقطاع سبُل وصول المساعدات الغذائية والإغاثية.

بحسب مدير البرامج لدى منظمة الأطباء المستقلين “أن مشكلة المخيمات العشوائية نشأت عند النزوح الجماعي من مناطق جنوب ادلب نهاية عام 2019، حيث لم يجد السكان إلا الأراضي الزراعية والمناطق النائية لإنشاء مخيمات بسيطة كمجموعات نتيجة لعدم وجود مناطق مؤهلة وجاهزة لاستقبال الأفراد، ولكنها مع الزمن بقيت على حالها بدون تهيأة أو تجهيز  في مناطقٍ نائية يصعب الوصول إليها”

حاجة ماسّة إلى الدعم الطبي

يضطر الأهالي في المخيمات العشوائية إلى قطع ما لا يقل عن 10 كيلومترات للوصول إلى أقرب نقطة طبيّة. إذ ينحصر وجود المستشفيات والنقاط الطبية في المُدن والقرى فقط.  كما تُعيق الأمطار والطرقات حركتهم في الشتاء وتصبح مغادرة المخيم شبه مستحيل عند الحالات الإسعافية الطارئة حتى. ويفتقر الأهالي إلى العلاج والدواء في مناطق المخيمات العشوائية. وفي حال تواجده يقتصر فقط على بعض الأصناف الرئيسية كمضادات الالتهاب والمسكّنات ويعود ذلك إلى شحّ الدعم وصعوبة الحصول على العلاج بسبب ارتفاع أسعارها.

ولا يفوتنا أن ننوه بحرمان الأطفال والرضع من اللقاحات الدّورية لأنها تكون مقدمة فقط للمخيمات المسجّلة. وفي واقع الأمر يخاف الأهالي من انتشار الأمراض التي تظهر بسبب الاكتظاظ السكّاني كالكوليرا والجرب.

استجابة منظمة الأطباء المستقلين

أجلّ أهدافنا في منظمة الأطباء المستقلين إنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة السّكان المتضررين من الحروب والكوارث. بناءً على ذلك، أحد أبرز المشاريع الصحية التي تقدمها المنظمة في تقديم الاستجابة الصحية السريعة خلال حالات الطوارئ الإنسانية وحركة النزوح التي تشهدها المناطق الشمالية السورية هي العيادات المتنقلة. يبلغ عددها 5 عيادة متنقلة بكوادرها الطبية التخصصية وتقدم هذه العيادات خدمات الرعاية الأولية من معاينات، خدمات التغذية، اللقاح والأدوية.

تمثل العيادات المتنقلة أحد أنجح الوسائل التي تسعى المنظمة بالوقت الراهن لتوفيرها، لمواجهة تحديات الاحتياجات الصحية وتغيراتها المستمرة، حيث تهدف إلى الوصول للتجمعات البشرية البعيدة عن المنشآت الصحية. تعزز الفرق نظام الإحالة والذي يقوم على رصد الحالات المصابة بسوء التغذية من الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وتحويلها إلى المشافي والمراكز الصحية القريبة ومتابعتها بشكل دوري للتأكد من عودة الحالة إلى الوضع الطبيعي.

وخلاصة القول، يستدعي الأمر حلاً جذرياً لأزمة المخيمات العشوائية  والنزوح المتكرر. الحرب مستمرة منذ أعوام، ولا تزال تخلف أعداداً كبيرة من النازحين تخطت المليوني نازحاً، تتراكم أعباء الحياة تارةً في المسكن وتارةً بالفقر والبطالة.