يعد حليب الأم هو أفضل غذاء لنمو الرضّع ونمائهم بشكل صحي. وينبغي الاقتصار على تغذية الرضّع بلبن الأم في الأشهر الستة الأولى من حياتهم لضمان المستوى الأمثل من النمو والنماء والصحة لهم. وينبغي، بعد الشهر السادس، إعطاؤهم أغذية تكميلية مناسبة ومأمونة والاستمرار، في الوقت ذاته، في إرضاعهم طبيعياً حتى بلوغهم عامين من العمر أو ما يزيد.
وينبغي أن تكون الأغذية التكميلية غنية بالعناصر المغذية وأن تُعطى بمقادير مناسبة. وينبغي أن على الأم، عند بلوغ الطفل الشهر السادس إعطائه أغذية بمقادير صغيرة وزيادة الكمية تدريجياً كلّما كبُر. وينبغي أن يتناول صغار الأطفال طائفة متنوعة من الأغذية، بما في ذلك اللحم الأحمر أو لحم الدواجن أو السمك أو البيض، كلّما أمكن ذلك. ويمكن أن يأكل الرضّع أغذية معجونة ومهروسة أو نصف صلبة عند بلوغهم الشهر السادس من العمر. ويمكن لمعظم الأطفال، اعتباراً من الشهر الثامن، تناول الأطعمة التي تؤكل باليد ويمكنهم، اعتباراً من الشهر الثاني عشر، أكل الأنواع نفسهما من الأغذية التي يستهلكها باقي أفراد الأسرة.
ينبغي إعطاء الأغذية التكميلية مرّتين إلى ثلاث مرّات في اليوم بين الشهر السادس والثامن، ثمّ ثلاث مرّات إلى أربع مرّات في اليوم بين الشهر التاسع والشهر الحادي عشر. وينبغي، بين الشهر الثاني عشر والشهر الثالث والعشرين من العمر، إعطاء ثلاث وجبات إلى أربع وجبات يومياً. ويمكن أيضاً، حسب شهية الطفل، إعطاء وجبة تغذوية صغيرة، مرّة واحدة أو مرّتين، بين الوجبات الرئيسية.
الحرص على تغذيتهم ببطء وتأن، وتشجيعهم على الأكل دون إجبارهم على ذلك؛ وتجريب توليفات غذائية مختلفة عندما يرفضون الأكل. وتُعد أوقات التغذية فترات للتعلّم وإبداء مشاعر الحب- فهي أوقات مناسبة للأهل للحديث إليهم ومواصلة التواصل معهم عن طريق العينين.
أنّ التغذية تؤدي دوراً أساسياً في الأشهر الأولى من حياة الرضيع وإلى أهمية الممارسات التغذوية المناسبة في ضمان مستوى أمثل من الصحة.
ويمكن أن يتسبّب سوء التغذية في فترة الطفولة المبكّرة في ظهور عوامل خطر تؤدي إلى اعتلال الصحة طوال العمر. ومن الانعكاسات التي تؤثّر في الطفل مدى الحياة نقص الأداء المدرسي أو تدني الإنتاجية أو اضطراب النمو الفكري والاجتماعي أو الإصابة بأمراض مزمنة.